قد جمعت في كتابي هذا معان كثيرة أفادنيها واهب التمييز تعالى بمرور الأيام وتعاقب الأحوال بما منحني عز وجل من التهمم بتصاريف الزمان والإشراف على أحواله حتى أنفقت في ذلك أكثر عمري وآثرت تقييد ذلك بالمطالعة له والفكرة فيه على جميع اللذات التي تميل إليها أكثر النفوس وعلى الازدياد من فضول المال ورقمت كل ما سبرت من ذلك بهذا الكتاب لينفع الله تعالى به من شاء من عباده ممن يصل إليه ما أتعبت فيه نفسي واجهدتها فيه واطلت فيه فكري فيأخذه عفوا وأهديته إليه هنيئا فيكون ذلك أفضل له من كنوز المال وعقد الأملاك إذا تدبره ويسره الله تعلي لاستعماله. وانا راج في ذلك من الله تعالي أعظم الأجر لنيتي في نفع عباده وإصلاح ما فسد من أخلاقهم ومداواة علل نفوسهم وبالله تعالى استعين وحسبنا الله ونعم الوكيل