Browse Results

Showing 151 through 152 of 152 results

أخبار الحمقى و المغفلين

by ابن الجوزي

قال ابن الأعرابي‏:‏ الحماقة مأخوذة من حمقةالسوق إذا كسدت فكأنه كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر حرب‏.‏ وقال أبو بكر المكارم‏:‏ إنما سميت البقلة الحمقاء لأنها تنبت في سبيل الماء وطريق الإبل‏.‏ قال‏:‏ ابن الأعرابي‏:‏ وبها سمي الرجل أحمق لأنه لا يميز كلامه من رعونته‏.‏ الفرق بين الحماقة والجنون‏:‏ فصل وقد ذكرنا ما يتعلق باللغة في هذا الاسم ولا يظهر المقصود إلا بكشف المعنى فنقول‏:‏ معنى الحمق والتغفيل هو الغلط في الوسيلة والطريق إلى المطلوب مع صحة المقصود بخلاف الجنون فإنه عبارة عن الخلل في الوسيلة والمقصود جميعاً فالأحمق مقصوده صحيح ولكن سلوكه الطريق فاسد ورويته في الطريق الوصال إلى الغرض غير صحيحة والمجنون أصل إشارته فاسد فهو يختار ما لا يختار ويبين هذا ما سنذكره عن بعض المغفلين فمن ذلك‏:‏ أن طائراً طار من أمير فأمر أن يغلق باب المدينة‏!‏ فمقصود هذا الرجل حفظ الطائر‏.‏ قال عليه السلام‏:‏ ‏"‏ لا تؤاخي الأحمق فإنه يشير عليك ويجهد نفسه فيخطىء وربما يريد أن ينفعك فيضرك وسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه وموته خير من حياته ‏"‏‏.‏ وقال ابن أبي زياد‏:‏ قال لي أبي‏:‏ يا بني الزم أهل العقل وجالسهم واجتنب الحمقى فإني ما جالست أحمق فقمت إلا وجدت النقص في عقلي‏.‏ لا تغضب على الحمقى‏:‏ عن عبد الله بن حبيق قال‏:‏ أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام ‏"‏ لا تغضب على الحمقى فيكثر غمك ‏"‏‏.‏ وعن الحسن قال‏:‏ هجران الأحمق قربة إلى الله عز وجل‏.‏ وعن سلمان بن موسى قال‏:‏ ثلاثة لا ينتصف بعضهم من بعض حليم من أحمق وشريف من دنيء وبر من فاجر‏.‏ الناس أربعة أصناف‏:‏ وكذلك روينا عن الأحنف بن قيس أنه قال‏:‏ قال الخليل بن أحمد‏:‏ الناس أربعة رجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فخذوا عنه ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري فذاك ناسٍ فذكروه ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري فذاك طالب فعلموه ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه‏.‏ وقال أيضاً‏:‏ الناس أربعة فكلم ثلاثة ولا تكلم واحداً رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فكلمه ورجل يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه ورجل لا يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه ورجل لا يعلم ويرى أنه يعلم فلا تكلمه‏.‏ قال جعفر بن محمد‏:‏ الرجال أربعة‏:‏ رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه‏.‏ الناس ثلاثة أصناف‏:‏ وقد روينا عن أبي يوسف القاضي أنه قال‏:‏ الناس ثلاثة‏:‏ مجنون ونصف مجنون وعاقل فأما المجنون ونصف فأنت معهما في راحة وأما العاقل فقد كفيت مؤنته‏.‏ عن الأعمش أنه قال‏:‏ معاتبة الأحمق نفخ في بليسة‏.‏ كل صديق لا عقل له عدو‏:‏ عن عبد الله بن داود الحربي أنه قال‏:‏ كل صديق ليس له عقل فهو أشد عليك من عدوك‏.‏ عن بشر بن الحارث أنه قال‏:‏ النظر إلى الأحمق سخنة عين‏.‏ وسمعته يقول‏:‏ يأتي على الناس زمان تكون الدولة فيه للحمقى‏.‏ وعنه أنه قال‏:‏ الأحمق سخنة عين غاب أو حضر‏.‏ لا تجالس الأحمق‏:‏ عن شعبة أنه قال‏:‏ عقولنا قليلة فإذا جلسنا مع من هو أقل عقلاً منا ذهب ذلك القليل فإني لأرى الرجل يجلس مع من هو أقل عقلاً منه فأمقته‏.‏ قال بعض الحكماء‏:‏ مؤنة العاقل على نفسه ومؤنة الأحمق على الناس ومن لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة‏.‏ كيف يعامل الأحمق‏:‏ قال حكيم آخر‏:‏ ليس كل أحد يحسن يعامل الأحمق وأنا أحسن أعامله قيل له كيف قال‏:‏ أبخسه حتى يطلب الحق بعينه إذ متى أعطيته حقه طلب ما هو أكثر منه‏.‏ وأنشدوا‏:‏ المديد‏:‏ إتق الأحمق أن تصحبه إنما الأحمق كالثوب الخلق كلما رقعت منه جانباً خرقته الريح وهناً فانخرق كحمار السوق إن أقضمته رمح الناس وإن جاع نهق أو غلام السوء إن أسغبته سرق الناس وإن يشبع فسق وإذا عاتبته كي يرعوي أفسد المجلس منه بالخرق .  

السيف والنار فى السودان

by سلاطين باشا

عدنا في التمهيد الذي وضعناه لكتاب "التاريخ السري لاحتلال انجلترا مصر" لمستر ويلفرد سكاون بلنت أن نصدر من بعده كتاب "السيف والنار في السودان" لسلاطين باشا, وهذان الكتابان يعدان من المستندات التاريخية التي لابد من الإطلاع عليها لمعرفة الحوادث التي تقلبت على مصر والسودان من خمسين سنة وهي الحوادث التي ما زلنا نعاني نتائجها إلى الآن. فاليوم ها نحن نبرز كتاب "السيف والنار في السودان" وفاء بذلك الوعد ورغبة في أن تكون له الفائدة المرجوة في خدمة تاريخ مصر الحديث. وسلاطين باشا، مؤلف هذا الكتاب، هو ضابط نمساوي ولد سنة 1857م في فيينا وجاء إلى مصر سنة 1878م ودخل في خدمتها فعينه غوردون باشا حاكمًا لدارفور سنة 1884 ولكن لم يمض عليه في منصبه هذا قليل حتى اعتقلته جيوش المهدي فبقى أسيرًا يَدعي الإسلام والإيمان بالمهدوية إلى سنة 1895م وحينئذ فر إلى الجيش المصري واشترك معه في استرداد دنقلة وأم درمان. وبقى سلاطين باشا بعد ذلك موظفًا في حكومة السودان بين سنة 1900 وسنة 1914 ثم أعلنت الحرب العالمية فترك الخدمة في السودان وعاد إلى النمسا ودخل في خدمة الصليب الأحمر. ولما عقدت الهدنة سنة 1918 انتدب عضوًا في بعثة الصلح في باريس. وقد نقل هذا الكتاب إلى اللغة الإنجليزية السير ونجت باشا الذي كان حاكمًا للسودان ثم معتمدًا لانجلترا في مصر. وهذه الترجمة الإنجليزية هي التي اعتمدنا عليها في التعريب.  

Refine Search

Showing 151 through 152 of 152 results